الرئيسية / أخبار / قراءة في إعلان مخطط الاستثماري «نيوم»

قراءة في إعلان مخطط الاستثماري «نيوم»

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

عبد الله دقامسة
حملت تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي خلال إطلاق المشروع العملاق «نيوم»، العديد من الرسائل وكشفت عن مضامين مخططه المستقبلي وآلية إدارة الدولة، إذ إن جملته التي قال فيها إن «المشروع للحالمين فقط ويربط القارات الـ3»، يعني أن المشروع يهدف لتحويل المملكة إلى واجهة استثمارية عالمية بمدينة تجمع المبدعين، ويشير وصف الحالمين إلى الأهمية التي لا تقبل التراخي في التنفيذ، كما يمثل عامل ربطها للقارات الثلاث عاملاً مشجعًا على مزيد من الاستثمارات الدولية.
وعندما قال إن الهدف من المشروع أن «أن تكون الروبوتات أكثر من البشر»، يتسق مع التطور التكنولوجي العالمي، ويحقق للمملكة 4 ميزات إضافية، أولها زيادة الإنتاج بالنظر إلى أن «روبوت واحد» يرفع الكفاءة الإنتاجية، وثانيًا تقليل النفقات وخفض الإنفاق على المدى الطويل خاصة في المشروعات الكبيرة، وثالثًا التغلب على نقص مهارة الأيدي العاملة، والأهم استخدامه في الأعمال التي يمثل خطورة على حياة القوى البشرية لاسيما أن المشروع يستهدف مشروعات غير تقليدية ونوعية.
وبقوله إن «وسائل النقل بداخله طائرات بدون طيار وسيارات ذاتية القيادية»، فإنه استند فيمستوى المستهدف إلى مؤشرات إيجابية، ويشير إلى عمق الفكرة وتركيز المخطط ودراسة جوانبه بشكل مثالي، كما يشير أيضًا إلى أن ثمّة تعاونًا مع جهات دولية لإدخال التكنولوجية الحديثة إلى المدينة.
وعندما قال إن الممكلة «نملك فرصًا اقتصادية لإنجاحه»، فهذا يعني أن الفرص الخيالية، وفق المخطط، ترتكز إلى كون الفكرة غير مسبوقة دوليًا، بالإضافة إلى الموقع الجيوغرافي والهام بالنظر إلى أنه يربط القارات الثلاث وهو ما بدا واضحًا من الحضور رفيع المستوى لمؤتمر التدشين.
وبقوله إن «10% من التجارة العالمية تمر عبره»، يعني ذلك أن التركيز على التجارة الدولية سيكون على رأس الأولويات، خاصة مع قرب المشروع من مسارات التجارة العالمية، بالإضافة إلى أن أكثر من 70% من سكان العالم يستطيعون الوصول للموقع خلال 8 ساعات، وهو ما يجعل فرص نمو المشروعات بداخله تفوق أي بقعة أخرى على الكرة الأرضية.
وبالتطرق إلى أن الممكلة تنوي «بناء ألواح شمسية يفوق حجمها سور الصين العظيم وذلك لا يلغي النفط والطلب سيتزايد خلال السنوات القادمة»، فهي محاولة لإيجاد بدائل للطاقة لسد الطلب المتزايد خلال السنوات المقبلة، وهو ما يتسق مع نظرة دولية بدأت تتجه إلى تقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية تحسبًا لمرحلة ما بعد النفط.
كما يهدف المشروع وفق التصريحات «تطوير قطاعات أبرزها (الترفيه، التكنولوجيا، الروبتات)، وتحمل هذه المشروعات هدفان، الأول أن الروبتات هي المستقبل وأن الاعتماد عليها بات ضرورة لرفع كفاءة الإنتاج وتقليل الاعتماد على التدخل البشري، والثاني محاولة استغلال الشواطئ التي تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر، باعتبار أن القطاع السياحي بمثابة المؤشر على مدى نمو اقتصادات الدول أو عدمه.
وفي رسائله للشعب قال «أنا واحد من 20 مليون نسمة وأنا لا شيء من دونهم»، ذلك أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أراد أن يبرز جانبًا من اللحمة الشعبية تتويجًا لمشروع دولة وشعب في آن معًا مرتكزًا على العنصر البشري، ومقدمًا دوافع معنوية.
وفي قوله إن «70% من الشعب تحت 30 عامًا وهم أكبر عنصر في المشروع»، تتضح الرؤية التنموية التي عكف الأمير على صياغتها خلال السنوات الماضية، والتي تعتمد في المقام الأول على القوة الشبابية، وهو ما يحقق هدفين الأول تفريغ الطاقات الشبابية في الإنتاج والتنمية، والثاني منع الاتجاه إلى التطرف الذي يكون غالبًا ملعبًا لشحنات شبابية غير مستغلة.
وفي قوله «أعد جميع المناطق بنقلة نوعية مثل تبوك»، فإنه لم يغفل الأمير محمد بن سلمان التركيز على المساواة والعدالة الاجتماعية لجميع المناطق، وهي الجزئية التي تُضيّع الفرصة على البعض لإذكاء أي نوع من الفتنة استغلالاً للقبلية أو المناطقية.

عن Maeeshat Desk

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

إلى الأعلى