الرئيسية / أخبار / خطط خليجية تعتمد على السياحة لتعزيز نمو اقتصاداتها

خطط خليجية تعتمد على السياحة لتعزيز نمو اقتصاداتها

یو اے ای

عبدالله دقامسه
يعتبر القطاع السياحي في دول المنطقة بمثابة المؤشر على مدى نمواقتصادات بعض الدول من عدمها في ظل ظروف وتوترات لا تزال تحيط بأغلب دول الشرق الأوسط، فيما تبقى دول الخليج الاكثر تمتعًا بالأمان وهو العنصر الأهم لضمان ارتفاع مؤشرات قطاع السياحة، وهو ما أدركته جيدًا دول مجلس التعاون فبدأت في توافر بنية تحتية متطورة ومشاريع تطوير وتحديث للقطاع ورفع قدرته التشغيلية والمنافسة على المستوى العالمي.
وبات أساسيًا تركيز حكومات مجلس التعاون الخليجي على دعم السياحة، باعتبارها كأحد أهم مصادر الدخل القومي الحديثة فى ظل تقلبات أسعار الطاقة، حيث تعمل الدول المصدرة للنفط على تعزيز استثماراتها في القطاع السياحي، من بناء البنية التحتية، وإقامة فنادق جديدة ومرافق ترفيهية جاذبة والتسويق لها.
وبينما يساهم قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، فإن تقارير تتوقع أن تسجل السياحة الخليجية نسبة زيادة خلال السنوات المقبلة تتجاوز 8% سنوياً حتى عام 2026، هذا بالإضافة إلى أن العائدات المحققة حاليًا كفيلة برفع قيم الاستثمار في القطاع السياحي.
على سبيل المثال، فإن الممكلة العربية السعودية التي أعلنت عن خطة لتتوسع في قطاع السياحة، تشير البيانات المتداولة إلى قدرة القطاع السياحي بالسعودية على توفير نحو 1.2 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020، فيما يتوقع أن تساهم الاستثمارات الحكومية في إحداث طفرة في القطاع السياحي على مستوى المملكة.
وفي الإمارات فإن القطاع السياحي حقق نجاحات واسعة وبدأ مرحلة جديدة تتركز على التميز والإبداع وإدخال الأفكار المميزة، بعدما أضحت معالم الإمارات واجهة لأغلب السياح على مستوى العالم، إذ إن التنويع والفخامة تعطي السياحة الإمارات دفعة قوية لنمو القطاع، كما أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي وصلت إلى 12%، وهو ما دفع بالإمارات إلى الوصول بحجم الإنفاق السياحي بنهاية العام الماضي إلى 110 بليون درهم، كما استحوذت على 55% من حجوزات السفر الإلكترونية على مستوى المنطقة.
خبير في مجال السياحة ، قال إن الفترة الأخيرة تشهد تقدمًا سريعًا في السياحة بمنطقة الخليج، خاصة مع الظروف التي تمر بها معظم الدول العربية ، لافتًا إلى أنّ الخليج يعتمد على السياحة النوعية سواء سياحة دينية وتسوق ومؤتمرات وأظهر تفوقًا نوعيًا خلال الفترة الأخيرة.
ولفت الخبير في تصريحات خاصة إلى أن لكل دولة من دول الخليج طابع خاص تجعله متفوقًا، فالسعودية تتميز بالسياحة الدينية لكنّها أيضًا بدات تفكر جديًا في الانتقال إلى السياحة الترفيهية، والإمارت تتميز بسياحة المؤتمرات والتسوق بجانب كونها من أكبر الموانئ الجوية.
وأشار إلى أن الطاقة الفندقية في بعض دول الخليج، ومن بينها الإمارات لا تستوعب أحيانا الأعداد الكبيرة للوفود السياحية، والتي تأتي من جميع أنحاء العالم، خاصة في أوقات الأعياد والإجازات، وهو تحدٍ لابد من إيجاد حلول لها.
فيما أضاف خبير سياحي اخر ، أن السائح يهتم بالأمن والاستقرار في البلد التي سيتجه إليها سواء كانت رحلته السياحية بغرض الترفيه أو العلاج، وهو ما يعطي الخليج ميزات إضافية حيث تتمتع بالاستقرار وعنصر الأمان.
وأشار مسؤل عن المنشآت السياحية في المنطقة العربية، إلى أن دول الخليج خلال الفترة الحالية نشطة للغاية، خاصة مع اهتمامها بسياحة المؤتمرات إلى جانب السياحة الترفيهية.
وأضاف في تصريحات خاصة أن دول الخليج مطالبة باستثمار عناصر الإمان واعتبار قطاع السياحة البديل الكافي لتعويض التذبذبات في القطاع النفطي بهدف التحول إلى الاقتصاد المتنوع، لافتا إلى أن السياحة في دبي تستحوذ على النصيب الأكبر، خاصة أن فنادقها 10 أضعاف الكثير من البلاد.
وأضاف خبير قتصادي أن دول الخليج يمكن أن تصبح مركز جذب سياحي حال اهتمت حكومات الدول الست التوسع في الاستثمارات الصحية، وإنشاء جامعات لمواجهة النقص الكبير الذي تشهده الموارد البشرية في القطاع الصحي.
وشدد على ضرورة أن تطبق دول الخليج سياسة التأشيرة الموحدة، لاسيما بعد مطالبات منظمة صناعة السياحة والسفر العالمية لدول المجلس بسرعة تطبيق التأشيرة الموحدة للسياحة، أسوة بدول الاتحاد الأوروبي التي تطبق تأشيرة شنجن الموحدة لدخول جميع الدول الأوروبية.
يأتي هذا فيما قالت منظمة السياحة العالمية إن قطاع السياحة الذي يعتبر أحد أهم الروافد الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن يشهد ارتفاعًا في أعداد الزوار القادمين إلى المنطقة لأكثر من 68 مليون سائح بحلول عام 2020، وهي أرقام ضخمة نم شأنها أن تزيد نمو اقتصادات الخليج إلى مستويات قياسية، لاسيما أن إحصاءات المنظمة أظهرت أن أعمال قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط ستصل قيمتها إلى 148 مليار دولار.

عن Maeeshat Desk

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

إلى الأعلى