رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي
محمود عاصم، باحث وصحفي بنيودلهي
صرح رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي خلال إلقاء كلمته بشكل افتراضي بمناسبة الذكرى المئوية لجامعة على جراه الاسلامية التي أسسها السير السيد أحمد خان، بأن تقاليد وتراث الجامعة تمثل الهند المتنوعة والقوية، وهي بمثابة الهند الصغيرة ولا ينبغي أن نتركها لتضعف.
جاءت تصريحات رئيس وزراء الهند في وقت حينما تواجه حكومته احتجاجات من قبل آلاف من المزارعين معظمهم من طبقة السيخ ضد القوانين الزراعية التي أقره البرلمان في سبتمبر2020م، بجانب، وبمرور سنة كاملة من إصدار تعديلات في قانون الجنسية الهندية الذي أثار غضب المسلمين، بجانب آخر.
أفاد السيد مودي بأن التاريخ المرتبط بمباني الجامعة يعتبر تراثا قيما للهند، مشيداً بمساهمة خريجي الجامعة في نشر الثقافة الهندية في جميع أنحاء العالم ومكافحة جائحة فيروس كورونا.
أكد رئيس الوزراء الهندي بأن الجامعة بذلت جهدها لتعزيز علاقات الهند مع العديد من دول العالم، مضيفا بأن البحوث الذي يتم إجراؤها في الجامعة حول الدراسات العربية والاسلامية تعطي دفعة جديدة لعلاقات الهند الثقافية مع العالم الإسلامي بأسره.
أعرب عن التزام حكومته قائلا إن الخطط والمبادرات التي تتخذ الحكومة الهندية تصل إلى جميع طبقات المجتمع الهندي بدون أي تمييزعلى أساس الدين أو العرق.
تعتبر حضور مودي في احتفالات جامعة على جراه الاسلامية محاولة تواصل مع المسلمين من قبل حكومته التي تتهم في معظم الأحيان باتخاذ خطوات مضادة للمسلمين الهنود وتسعى إلى عزلهم من التيار الرئيسي لتجعلهم مواطنين بدرجة ثانية بالهند.
وتجدر الإشارة في هذا السياق بأن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1964م التي يشارك رئيس وزراء الهند في احتفاليات جامعة على جراه على الرغم من وقوعها على بعد 120 كم فقط عن العاصمة الوطنية دلهي وهي جامعة مركزية تمولها الحكومة الهندية بشكل كامل.
أثارت مشاركة ناريندرا مودي في الاحتفالات تساؤلات بين أوساط المسلمين في الهند حيث دعم بعض زعماءهم وخريجي الجامعة هذه المبادرة واعتبروها فرصة سانحة أمام المسلمين الهنود لترك طريق المواجهة واتخاذ خطوة المصالحة مع الحكومة التي تدعمها الأحزاب الهندوسية المتطرفة في اضطهادهم من طريقة وأخرى.
بينما عارض بعض زعماء المسلمين وخريجي الجامعة وأتوا بالأدلة بأن الحكومة الهندية تحت رئاسة ناريندرا مودي تبذل كل جهدها لتهميش المسلمين وأن مشاركته وإشادته بتراث الجامعة لاتجدي نفعا حقيقيا لمسلمي الهند وإنما ستبقى مجرد حبر على الورق.