دول الخليج تحول وجهتها الاقتصادية إلى أوروبا

by | Jun 30, 2025

سعودی عرب

 عبدالله دقامسة

كشفت تصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين عن تجهيز دول الاتحاد الأوروبي لعقد أول حوار خليجي مشترك في العاصمة السعودية الرياض مطلع العام المقبل، بهدف زيادة حجم التبادل والتنوع الاقتصادي والتجاري بين الطرفين خلال السنوات المقبلة.

وشهدت الأيام الماضية انعقاد الحوار الاقتصادي الثامن بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل لاستطلاع آخر تطورات التبادل الاقتصادي بينهما، استكمالاً لجولات الحوار التي عقدت في هذا الإطار منذ عام 2003 في عدد من العواصم الأوروبية.

وتسارع بلدان الخليج العربي خلال الفترة الحالية إلى زيادة التعاون الاقتصادي مع بلدان أوروبا في إطار حرصها على الاستفادة من السوق الأوروبية والانفتاح الاقتصادي.

وأكد محلل مالي سعودي، أن حجم التبادل التجاري بين الخليج وأوروبا تزايد خلال السنوات الماضية، موضحًا أن قيمة الصادرات الأوروبية لبلدان الخليج قفزت من 100 مليار دولار سنويًا منذ خمس سنوات إلى نحو 300 مليار دولار هي محصلة حجم التبادل التجاري بين أوروبا والخليج في عام 2016.

وأوضح الخبير المالي السعودي، أن اللافت في حجم التبادل التجاري بين الخليج وأوربا هو ارتفاع صادرات الخليج إلى أوروبا أكثر من الواردات بما يقارب الضعف، ما يعني وجود فرص كبيرة لزيادة حجم صادرات الخليج من النفط وغيرها إلى أوروبا.

ولفت إلى أن دول الخليج تراهن في زيادة حجم التبادل التجاري على فتح أسواق جديدة لها في بلدان شرق أوروبا وكذلك زيادة السياحة القادمة من أوروبا إلى دول الخليج وخاصةً السعودية والإمارات، متوقعًا أن يصل حجم التبادل التجاري خلال المرحلة المقبلة إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول عام 2025.

من جانبه قال خبير اقتصادي، إن التعاون الاقتصادي بين الخليج وأوروبا مهم للطرفين كونهما يشتركان في بعض المعاناة الاقتصادية سواء على مستوى الإنتاج أو تنويع الاقتصاد، مشددًا على أن  توسع النطاق الأوروبي ليشمل 76 دولة زاد من اتساع مساحة الفرص التجارية والاستثمارية والتبادل المصرفي مع دول الخليج.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن العلاقات الاقتصادية بين بلدان أوروبا والخليج ستظهر بقوة في مجالات تبادل العمالة الماهرة والصناعات التحويلية والتكنولوجيا الحديثة والصناعات التكميلية، إلى جانب زيادة حجم الاستثمارات في القطاع الخاص، منوهًا إلى أن أوروبا تحاول البحث عن شركاء في عمليات التنمية الحديثة سواء في إفريقيا أو آسيا.

وأشار إلى أن التبادل التجاري في الماضي كان يقتصر على المواد الأساسية والنفط لكن النظرة الاقتصادية تغيرت حاليًا وبدأت الأمور تسير في اتجاهات أخرى بحيث تتنوع قطاعات التعاون التجاري بين أوروبا والخليج.

وفيما تظهر المؤشرات الرسمية ارتفاع قيمة الصادرات الأوروبية لبلدان الخليج إلى 100 بليون دولار سنوياً، ويبلغ حجم الصادرات والواردات الخليجية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي ومنها 180 بليون دولار سنوياً، فإن عناصر مشتركة من بينها النفط تلعب دورًا أساسيًا في تحسين العلاقات الاقتصادية بين أوروبا والخليج.

كما عزز ارتفاع مستويات المعيشة ونمو الطلب على السلع الأساسية والكمالية في بلدان الخليج العلاقات التجارية بين البلدان الأوروبية الأساسية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا مع مختلف دول المنطقة على مدى السنوات الستين الماضية، حتى أصبحت الأسواق المالية الأوروبية من أهم الحاضنات للأموال الخليجية وتوظيفها، سواء كانت أسهم حقوق ملكية أو سندات أو غيرها.

Recent Posts

«الاستراتيجي الهندي الإماراتي» يبحث فرص الاستثمار

تحت رعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، تنطلق يوم 27 نوفمبر الجاري فعاليات أعمال الدورة الثانية من «مؤتمر إيكونوميك تايمز الاستراتيجي الهندي الإماراتي 2018»، في العاصمة أبوظبي. ويناقش المؤتمر، الذي تقام فعالياته على مدى يوم كامل في فندق جراند حياة...

103 آلاف زائر من 135 بلداً شاركوا في ” أديبك 2017″

أُسدل الستار مساء أول من أمس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، على فعاليات الدورة العشرين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، والكبرى في تاريخه، بعد نجاح كبير سجّله المشاركون والحاضرون في الحدث الذي أقيم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل...

زاخر مارين: السوق السعودي تستحوذ على 40% من حجم أعمالنا في القطاع البحري النفطي

تشارك في مناقصات لأرامكو :أبوظبي أفاد علي حسان العلي نائب رئيس مجلس ادارة شركة زاخر مارين الإماراتية أن السوق السعودي يستحوذ على 40% من حجم أعمال الشركة في الوقت الراهن ويتوقع ان ترتفع هذه النسبة الى 60% في العام 2019. وذكر العلي في حديث لوسائل الاعلام على هامش...

الإمارات تسعى إلى الصدارة في مجال الطاقة الشمسية

رفيق حنبلي تستحوذ حاجات المباني على ما نسبته 43 إلى 48 في المئة من الطاقة التي يستهلكها البشر، في مقابل 30 إلى 35 في المئة للطاقة الصناعية، و20 إلى 25 في المئة لطاقة النقل. لذلك، سيكون لمعالجة حاجات الطاقة في المباني أثر إيجابي كبير على البيئة. وإذا افترضنا تزويد...