الرئيسية / آراء / كيف تخطط الإمارات للريادة عالميًا في الطاقة الشمسية؟

كيف تخطط الإمارات للريادة عالميًا في الطاقة الشمسية؟

Dubai Photo Maeeshat
عبدالله دقامسة 
تخطط الإمارات العربية المتحدة إلى الفوز في سباق عالمي نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بشكل كامل مع حلول عام 2050، حيث تحاول التغلب على دول عديدة سبقتها في هذا المجال في مقدمتها أمريكا والصين وإسبانيا وأستراليا وتايلاند، إذ تشير التقارير العالمية التي صدرت العام الحالي إلى أن إنتاج الطاقة الشمسية سينمو بنسبة 55% مقارنة بالسنوات الماضية.
وتسعى مدينتا دبي وأبوظبي للوصول بحصة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 7% من إجمالي طاقتها الكهربائية بحلول 2020، وهي الخطوة التي ترجمتها فعليًا هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال ربط شبكتها بـ453 نظامًا شمسيًا على أسطح المباني في المدينة.
وأطلقت دبي أكبر محطة للطاقة الشمسية بالتقنية المركزة في العالم بقدرة 700 ميجاوات وبتكلفة بناء تبلغ 3.9 مليار دولار، الأمر الذي رفع من تقديرات مساهمة الطاقة الشمسية من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في الإمارات إلى 7.9% بدلاً من 5.9% بحلول العام 2026.
خبير في الطاقة الشمسية، أكد أن عملية توليد الكهرباء كانت تعتمد بنسبة 90% على البترول والغاز في السابق، لكن مع تأكيدات عدة تقارير علمية بانتهاء البترول في غضون 75 عامًا دفع إلى الاعتماد على مصادر طاقة متجددة تساهم في توليد الكهرباء.
وأوضح الخبير، أن دول الإمارات والمغرب والأردن وتونس اتخذت خطوات قوية نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية، فالإمارات مثلًا يتضح من خريطة الإشعاع الشمسي أن الطاقة الشمسية فيها يتضح من خريطة الإشعاع الشمسي أن الطاقة الشمسية تتراوح ما بين 2100 إلي 2400 كيلو وات ساعة لكل متر مربع سنويًا، وهي نسبة كبيرة يمكن الاستفادة منها بشكل جيد للغاية.
ولفت إلى أن الإمارات تحاول من خلال إتباع عدة أساليب تسويقية زيادة تفاعل المجتمع مع التوجهات الجديدة عبر وضع تعريفة للطاقة الشمسية المتولدة، وكذلك خلق أسواق للمستثمرين عبر تقديم عروض جيدة في هذا المجال، إلى جانب التوعية وتشجيع المؤسسات والشركات والأفراد على تركيب ما يلزم لتوليد الكهرباء على الأسطح الخاصة بهم.
وشدد على أن نجاح دبي في إطلاق مشروع أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم يعكس حجم الاهتمام بالاستفادة من هذا المجال، متوقعًا أن تشهد لفترة المقبلة إنشاء العديد من المحطات في هذا المجال، داعيًا في الوقت نفسه إلى الاستفادة من فكرة إنشاء محطات صغيرة لسهولتها وعدم احتياجها لمولدات كبيرة وأدوات قد تكون مكلفة وصعبة النقل.
خبير آخر في مجال الطاقة، قال إن المدن الإماراتية نجحت مع بداية الألفية الجديدة في وضع قواعد وأسس علمية للاستفادة من الطاقة الشمسية في الكهرباء.
وأشار الخبير إلى أن التوجهات الجديدة كانت واضحة بقوة من خلال استضافة مؤتمرات دولية وشركات في هذا المجال، وهو الأمر الذي أشارت إليه شبكة سياسات الطاقة المتجددة حيث حلت الإمارات في المرتبة الثالثة على مستوى العالم في إنتاج الطاقة الشمسية.
وبّين أن الإمارات مرشحة لأن تصبح مركزًا عالميًا للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط عبر الاستفادة من أشعة الشمس التي تدوم طيلة العام تقريبًا، وكذلك وجود المساحات المهيأة لتطوير محطات الطاقة الشمسية معززة برغبة حكومية للريادة في هذا المجال.
وأوضح أنه في حال قيام الجهات المعنية بالإمارات بتزويد ناطحة سحاب واحدة بألواح مولدة للطاقة الشمسية على أسطحها وجوانبها فإن ذلك سيولد كميات من الكهرباء تساعد في التخلص من ألف طن من مادة ثاني أكسي الكربون، ما يعني زراعة آلاف الأشجار في البلاد خلال سنوات قليلة.
إزاء ما سبق فقد اتسع طموح الإمارات للتحول من المركز الثالث عالميًا في إنتاج الطاقة الشمسية المركزة، إلى الصدارة في المجال الذي أنشأت فيه أكبر محطة مستقلة في العالم بتكلفة 3.2 مليارات درهم.
وتمتلك الإمارات مقومات فعلية لتحقيق المستهدف، باعتبارها تمتعها بأشعة شمس دائمة طوال السنة، لكنّ المخططات التنمية بحاجة إلى حشد دولي حيث تستضيف دبي الدورة الثالثة لمعرض ومؤتمر الخمسة الكبار في الطاقة الشمسية خلال الفترة من 26 – 29 نوفمبر، كما تقام يوم 27 نوفمبر قمة روّاد الطاقة الشمسية عالمياً المعتمدة للتطوير المهني المستمر وهي القمة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسلط الضوء على تكنولوجيا الطاقة الشمسية.

عن Maeeshat Desk

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

إلى الأعلى