الرئيسية / آراء / «نيوم».. الحلم السعودية الرائد للحالمين فقط

«نيوم».. الحلم السعودية الرائد للحالمين فقط

 الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي،

عبد الله دقامسة
قدّم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، خطة شبه متكاملة لتحويل المملكة إلى واجهة استثمارية عالمية من خلال مشروع نيوم الذي بات مدينة للحالمين وأحد أهم ركائزها لجلب الاستثمارات والعودة بالسعودية إلى مرحلة الإسلام الوسطي.
وتضمن الإعلان عن المشروع تفاصيل مخططه الذي عكف خلال الفترة الماضية على صياغته لخلق موارد أخرى أكثر استقرارًا للمملكة لمرحلة ما بعد النفط، رغم أن السعودية لا تعاني من أزمة أسعار النفط وأقوى اقتصادات الشرق الأوسط، لكنّ المخطط الذي يعمل على تنويع مصادر الاستثمار في المستقبل يهدف لأن تكون «الروبوتات» أكثر من البشر.
ولي العهد بدا واثقًا بشكل كبير من نجاح مشروعه، بالنظر إلى وجود فرص اقتصادية خيالية لإنجاحه، من خلال التعاون مع كبرى الدول الاقتصادية فضلاً عن الرغبة التي يبديها الكثير من المستثمرين للمشاركة في خطة إنجاحه.
مستوى المستهدفات التي باتت واقعًا استنادًا على مؤشرات إيجابية، بلغت حدًا أثار إعجاب العالم، بالنظر إلى عمق الفكرة وتركيز المخطط ودراسة جوانبه، للوصول إلى مرحلة اعتماد الطائرات دون طيار وسيارات ذاتية القيادة كوسائل النقل داخل المدينة الحالمة.
الانطلاق من اعتبار أن 10% من التجارة العالمية تمر عبر المنطقة المخططة للمشروع، أعطى رؤية ولي العهد السعودي دافعًا أكبر لتخطيط مشروعات غير تقليدية ترتكز على الطاقة المتجددة من خلال بناء ألواح شمسية يفوق حجمها سور الصين العظيم، لكنّ ذلك لا يلغي النفط بقدر محاولة إيجاد بدائل للطاقة لسد الطلب المتزايد خلال السنوات المقبلة.
رؤية مدينة الأحلام، كما وصفها الأمير الشاب، لم تغفل القطاع السياحي الذي يعتبر المؤشر على مدى نمو اقتصادات الدول أو عدمه، في ظل ظروف وتوترات لا تزال تحيط بأغلب دول الشرق الأوسط، استغلالاً لعنصر الأمان الذي تتمتع به الممكلة، حيث يمتد المخطط المستقبلي للمشروع الطموح إلى تطوير قطاعات أبرزها «الترفيه، التكنولوجيا، الروبوتات»، وهو ما يدفع لتطوير القطاع السياحي.
ولي العهد أظهر جانبًا من الترابط والتكاتف الشعبي خلال إعلانه لإنجاح المشروع، مرتكزًا على العنصر البشري، ومقدمًا دوافع معنوية تبرز مدى الذكاء الذي يتمتع به، لاسيما عندما قال «أنا واحد من 20 مليون نسمة وأنا لا شيء من دونهم».
وبدا واضحًا أن الرؤية التنموية التي عكف الأمير الشاب على صياغتها خلال السنوات الماضية، تعتمد في المقام الأول على القوة الشبابية لتفريغ الطاقات في التنمية، لاسيما أنّ 70% من الشعب تحت 30 عامًا وهم أكبر عنصر في المشروع.
كما لم يغفل ولي العهد التركيز على المساواة والعدالة الاجتماعية المناطقية، عندما وعد جميع المناطق بنقلة نوعية، وهي الجزئية التي تُضيّع الفرصة على البعض لإذكاء أي نوع من الفتنة استغلالاً للقبلية أو المناطقية.
القطة الأكثر إضاءة في الإعلان والتي بدا فيها الأمير جريئًا وواضحًا أكثر من أي وقت مضى، تمثلت في إزاحة التخوفات التي يمكن أن تكون مثار قلق المستثمرين أو المجتمع الدولي إزاء المملكة عاصمة الإسلام، عندما تعهد بالعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح، لتحقيق الوسطية الدينية التي تدعم التنمية الاقتصادية.
وكشفت تصريحات الأمير محمد بن سلمان عن فهمه العميق للسنوات الثلاثين الماضية التي لم تكن على القدر المطلوب لمواجهة الأفكار المتطرفة، في تحدي لبعض الشيوخ والتيارات المتشددة، ما يكشف أيضًا عن معركة مستقبلية للمملكة مع تلك التيارات للانتقال إلى الوسطية الدينية.
كما لم يغفل الأمير الشاب وهو يتحدث عن رؤيته الوسطية الإسلامية، التذكير بعام 1979، وهي السنة المضطربة للمملكة العربية السعودية، عندما قام مقاتلون شيعة ومسلحون سُنة متطرفون باحتلال الحرم المكي، فضلاً عن تدشين ثورة قاتلة شيعية في محافظة الأحساء، إذ يريد الأمير أن يقول إن الأمير رسالتين الأولى أن استمرار الأفكار المتشددة يعني العودة لعام الصحوة، والثانية أن
التنمية والعمل والوسطية تقضي على كافة أشكال التطرف، ينتهي بالتعايش والانفتاح على العالم.

عن Maeeshat Desk

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

إلى الأعلى